الاثنين، 7 ديسمبر 2009

مدونات فلسطينية


كنت عروسا في العشرين اتأمل غدي و انا أرتدي فستاني الابيض، و دون سابق انذار صرخت من فوقي السماء و انهارت الأسقف و ربما ما حصل بعدها انزلاق و ارتطام،هل انهدم فوقي الجدار؟ أم أنني تحت ركام زلزال مفاجئ أدفن؟ أحس بأنفاسي تحتبس، صراخي مكتوم و نداءاتي ليس لها صوت، أنا بكل ذرة مني و لم أكن أحس بأنني ذرات صغيرة اجتمعت لتشكلني إلا عندما أحسست الألم في كل ذرة مني، لحمي يتمزق، عظامي تتفتت، و كنت أرى !! أكان حلم؟ كنت أسأل نفسي بعد أن استفقت من غيبوبتي و أجابتني أوجاعي بأنني حتما أحيى كابوسا مؤلما، أحس بارتطام الهواء البارد في أطرافي و جلبة و أناس تنادي و بعض من أنين و فجاة اقترب مني صوت كان يقول: جثة هنا ساعدوني، لست بجثة !! هل مت؟ لالالا أريد أن أصرخ أنا حية ارزق و أنا عروس لأحلامي غداً سأزف، و انتشلتني أيدي كثيرة و صرخت و يا ليتني لم أفعل أفقت الآن لأدون استمارة وفاتي، ليس الشلل بعد أن كسرت عظامي ما قتلني و ليس أنني أقتل ألف مرة في المستشفى من آلامي و لا أنني لا أعرف لمن هذا الوجه المشووه الذي يرتديني بل هي آمالي التي ماتت عل أعتاب ثوبي الأبيض، مشلولة انا لا مال و لا أهل و لا ولد، مشوهة أنا و لا زوج و لا أخ و لا أحد، و لكن قبل أن أختم حياتي لك فلسطين كل حبي و فداك أنا و حياتي




ناولتني أمي خبزة و قالت العسكر في الفناءو لم آبه فالعسكر دوما في الجوار و لكنهم اقتربوا خلعوا الأبواب و في منزلنا انتشروا أمي تصرخ فيهم هذا بيتنا هيا ارحلوا و أخي هب لها ناصرا ماذا تريدون منا هيا اخرجوا
فقيدونا جميعا و أصواتنا كتموا و نحن لم نستجد عطفهم برغم أنهم طلبوا فأخرجوا البنادق و شلال رصاصهم في أهلي أفرغوا سقطت أمي و انهال على وجهي دمها و في يدي خبزتها صنعتها من بعض طحين أبيض هي آخر عهدي بها إذ أنها كانت درعي لتحيى عند باريها و أموت أنا كمدا و قهرأ أخي يأن و لا أدري ما أفعل جثة أمي تجثو فوقي و على ابعادها لا أقدر ساعات شبت فيها طفلا حين هب نحونا مسعفا و ما كاد يفعل حتى استقبله العسكر من السماء بقذائف أردته و نحن تحت ركام منزلنا و أمي مازالت حتى في موتها تحييني و أنا بين يديها أريد أن أغفو و أمحي من دنياي و تاريخي و لكنني عشت عمرا بعدها عليها أبكي و أتحسر !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق